تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مشروع "ستيم بال هاوس" يدشّن عامه الثاني بإطلاق مخيمات شتوية في رام الله وبيت لحم

يدشن مشروع "ستيم بال هاوس" عامه الثاني بإطلاق مخيمات شتوية في كل من رام الله وبيت لحم، مع مدرستي بنات رام الله الأساسية، وذكور الدهيشة الأساسية الأولى، على أن تلتحق كل من طوباس وجنين قريباً، في مدرستي ذكور طمون الأساسية الثانية، ومدرسة ذكور الجلمة الثانوية.

 

ففي رام الله، تشكّل المخيم من أعضاء نادي "ستيم" وهم 10 طلاب وطالبات، اختيروا بناءً على رغبتهم في الانضمام فقط، للعمل ضمن المشروع على مدار هذا العام، وشاركهم 20 آخرون من خارج النادي.  واستمر المخيم على مدار 5 أيام، عمل فيه الطلاب معاً على بناء هوية للنادي واختيار الأسماء والشعارات، ما عزّز من روح الفريق والانتماء للمشروع.  كما تم تنظيم جلسات "التفكير للتصميم" (Design Thinking) التي ركزت على اكتشاف المشكلات المحلية، وتطوير أفكار المشاريع التي يمكن تنفيذها، ليتم لاحقاً بدء العمل عليها.

 

خاض الطلبة تجربة عمل جماعي، استطاعوا من خلالها التعرف على مهارات الملاحظة والتفكير النقدي وحل المشكلات، إلى جانب تحفيزهم على طرح الأسئلة الملهمة، ومساندتهم في القيام بأنشطة عملية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، لينجزوا خلال أيام المخيم 6 مشاريع صغيرة، واجهوا فيها تحديات، وتمكنوا من ابتكار حلول لها، إضافةً إلى كون المخيم فرصة لتكوين صداقات جديدة تجمع المهتمين بــ"ستيم" داخل المدرسة.

 

ويأتي "ستيم" هذا العام، مستفيداً من دروس وخبرات العام الماضي وتحدياته، مركزاً من خلال إنشاء أندية متخصصة في مجال "ستيم" (STEAM) في المدارس المختلفة في الضفة الغربية، بهدف إتاحة الفرصة للطلبة للعمل على نماذج مشاريع وأنشطة توعوية يمكن توظيفها في تحسين ظروف الحياة، وتقديم حلولٍ عملية لتحديات التغير المناخي في مجتمعاتهم

 

يعتمد البرنامج، بشكل جوهري، على رؤية نقدية ترتكز على "الحكمة" المحلية في التعامل مع كوكب الأرض، والاستفادة من الخبرة الثقافية الغنية للمجتمع الفلسطيني في مواجهة تحديات التغير المناخي، لا سيما في ظل هيمنة الاحتلال الإسرائيلي على الموارد الطبيعية.  كما يتأثر البرنامج بإبداع أهالي غزة وتحديهم للقيود المفروضة عليهم، وابتكاراتهم في خلق مصادر بديلة للطاقة من مواد أولية.  صمم هذا المشروع خصيصاً من أجل تمكين الشباب، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتعزيز العلاقة بين الفلسطيني وأرضه وبيئته.

 

كذلك، يطور المشروع هذا العام تجربته السابقة في تشجيع المعلمين على استكشاف والانخراط في تجربة تعلّمية تشاركية مع طلبتهم، حيث نظم المشروع لقاء تعارف وتبادل خبرات، جمع بين معملي المشروع للعام 2025، والمعلمين السابقين للعام 2024، الذين عملوا ميسرين للنوادي في المدارس.

 

وخلال هذا اللقاء، تعرف المعلمون على التجربة وما حملته من تحديات وإنجازات، واكتشفوا كيف تمكنوا من قيادة العملية دون تدخل مباشر، ما أتاح للطلبة فرصة قيادة المشروع بأنفسهم، ومشاركة تعلمهم مع أطفال آخرين، عبر تنظيم المخيمات العلمية، وغيرها من الفعاليات مع الجمهور.  وقد أسهم ذلك في تعزيز مهاراتهم القيادية والمهنية داخل هذه الحقول العلمية.

 

يقول مدير وحدة التكون التربوي، د. نادر وهبة: "يعكس تعليم "ستيم" رؤية تعليمية تعتمد على النهج التكاملي بين الحقول والتخصصات.  هذه الفلسفة تجلت في برامج مؤسسة عبد المحسن القطَّان منذ تأسيسها، حيث تركز على الفنون كمكوّن أساسي، انسجاماً مع رؤية المؤسسة لدور الفنون في التعبير عن القضايا العلمية والاجتماعية".

 

وأضاف: "يهدف البرنامج إلى إحداث تغيير جذري في النهج التعليمي القائم، وتعزيز فكرة التعلم السياقي المرتبط بالقضايا العلمية والثقافية، بما يجعل التعلم أكثر ارتباطاً بحياة الطلاب اليومية.  كما أن برنامج "ستيم" يُعد امتداداً لمسيرة طويلة في تعليم العلوم ضمن مسارات المؤسسة المختلفة، التي ركزت على التفكير النقدي، والتجريب، والنمذجة، والتصنيع، في سياقات تعلم مجتمعية غير رسمية، تماماً كما كان الحال في استوديو العلوم الذي يساهم، بدوره، في بناء جيل قادر على التفكير العلمي والإبداعي من خلال العلوم والتكنولوجيا".

 

يستمر مشروع "ستيم" هذا العام بالشراكة مع منتدى الفكر الشبابي في جنين، ووكالة التنمية البلجيكية Enabel)، وبتمويل مشترك مع الحكومة البلجيكية

 

.