تدعوكم مؤسسة عبد المحسن القطان إلى المشارَكة في مشروع "هَسْهَسَة الرثاء"، الذي يُشرف على تنفيذه القيّم أمين السادن. ينطلق المشروع ربيع عام 2026، ويشمل معرضاً في مركز المؤسسة الثقافي في رام الله بمشاركة فنانين من اختيار القيّم، وفنانين مختارين بناءً على الدعوة العامة، بالإضافة إلى منشورة، وسلسلة برامج فعاليات عامة، وتركيبات فنية في مواقع مختلفة.
نُشجّع الفنانين والمجموعات الفنية من جميع الحقول، والمبدعين، والشعراء، والكتّاب، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية المحلية والإقليمية على تقديم مقترحاتهم للمشاركة.
يتأمّل مشروع "هَسْهَسَة الرثاء" معنى الحُزن، ويستكشف دلالات الحِداد الجماعي، متجاوزاً أشكال التعازي التقليدية، والطقوس المألوفة، والصورة النمطيّة.
ينبثق المشروع من فرضية أن التعبير عن مشاعر الحسرة -سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي- لا يُعَد استسلاماً أو خضوعاً للهزيمة، بل يحمل في طياته اعتراضاً على قسوة اللامبالاة واستهجاناً لعبثية إنكار الألم. كما يؤكد المشروع على الحقّ في توثيق الخسارات الفادحة في الأرواح، والأوطان، والذكريات، واللغة، والممارسات المتوارَثة إثر الشّدائد المتتابعة التي يعاني منها العالم العربي والمشتتون من أهله حول العالم.
ليس هناك تعريف واضح للحُزن. فكلمة "حُزن" هي نقيض السعادة أو الفرح، أمّا كلمة "حَزن" (بفتح الحاء) فمعناها "الأرض الوعرة"، وقد أشير إلى أراض للعرب بالتحديد، أي "الأرض الحَزنة". ينطوي الجناس بين هذه الكلمات على تشابكات عميقة بين الجغرافيا والحُزن يتردد صداها في تقاليد المنطقة الشِعرية. افتُتِحت قصائد من الشعر العربي تاريخياً بنوع من النحيب، وبمشهديّة الوقوف على الأطلال، النَّمط الذي استُخدِم غالباً كتوطئة لتناول مواضيع أخرى. وكذلك، وبدلاً من البحث عن خاتمة لقصيدة ترثي الفقدان، فإن التصالح مع الغيابات المؤلمة يخدم كاستهلال، فاسحاً المجال لكشف واقعٍ معقَّد تطغى عليه آليات التكيّف من أجل البقاء.
من خلال الارتكاز على الخصوصية الثقافية للتراث العربي، يستفيد المشروع من الأدوات الأدبية التي تمكّن الشعر من التعامل مع الحُزن. وعلى الرغم من تمثيلات الحزن المُبهمة، فإن هذا المشروع يطرح الشعر كتعبير مجازي وأيضاً كمنهجية عمل في آنٍ واحد.
قدّم الشعر العربي العزاء عندما عجزت الكلمات اليومية عن التعبير عن الحُزن في منطقة ملأتها المآسي وأثخنها التمزّق. يأمل هذا المشروع، وهو قيد التنفيذ، التطوّر بتوافق مع تأملات المشاركين، والخوض معهم غمار هذه الحالة المستمرة، مستكشفاً كيف يصبح الحُزن غير قابل للوصف، متجاوزاً الترجمات الملموسة، ومتطفلاً في آنٍ واحد، كشبحٍ خفي يطارد بلا هوادة مَن لا يستطيعون استيعابه أو الهروب منه.
يعبّر هذا المشروع عن الحالة الحدّية للتناقض المتعذر الحلّ، والشعور بالضياع والاغتراب، والعذاب الدائم، فهو مشروع معلّق بإصرار داخل فضاء مضطرب من هَسْهَسَة الرثاء*. يتناول المشروع التّعب والاحتلال، لكنّه يتناول أيضاً المقاومة، والذكرى، والإقرار بالحقيقة.
نرحّب بجميع المساهمات، ونتطلع قُدُمًا لتأملات عميقة تجسّد الحُزن الذي يخنق العالم العربي اليوم، مع إدراكنا لتاريخ مُثقَل بالخسائر الفادحة. ستشكل الأسئلة الإرشادية الآتية مرجعاً في عملية الاختيار:
1. هل هناك صلة شخصية وثيقة وحميمية بين المُتقدّم بالطلب، وعمله المقترَح، والسياق؟
2. هل يخاطب المقترَح التراث الشِّعري العربي، أو هو منغمس، ومُتأصل في لغة المنطقة وثقافاتها وتاريخها؟
3. هل يجسّد العمل طبيعة الحُزن المراوغة؟ وهل يعترف بصعوبة تمثيل ذلك؟
4. هل يُراعي النهجُ المفاهيمي الأبعادَ العاطفية لهذا الموضوع الحساس، بما في ذلك صداه العميق داخل المجتمعات المنكوبة اليوم؟
5. هل يتجنّب هذا العمل التمثيلات التقليدية (خاصةً الممارسات المشكوك فيها أخلاقياً أو التي قد تكون ضارة، مثل تصوير الأشخاص في ظروف ضعف أو خطر دون موافقتهم)؟
إضافة إلى مقترحات الأعمال الفنيّة، نأمل أن تشاركونا مقالات قصيرة، أو قصائد، أو قصصاً، أو شهادات شخصية، أو رسائل مفتوحة، أو مقتطفات أرشيفية، أو صوراً فوتوغرافية، أو ملصقات (بوسترات)، أو رسوماً توضيحية، أو قصصاً مصوَّرة، أو وصفات طعام، أو فعاليات مقترحة ضمن برامج عامة، من بين طرق أخرى قد يختارها المشارك/ة في التّعبير عن حزنه/ا أو تضامنه/ا مع المفجوعين.
إرشادات المشاركة
- يجب أن يكون المتقدّم بالطلب من العالم العربي، سواء أكان مقيماً في المنطقة حالياً أم قاطناً في خارجها.
- في الوقت الحالي، الشحن غير ممكن إلى مركز القطان الثقافي في رام الله، وعليه، من المتوقع أن يشارك الفنانون المقيمون خارج الضفة الغربية، ومَن لا يستطيعون الوصول إلى المعرض، بمقترحات لأعمال فنية مؤقتة، ويمكن إنتاجها محليًا، ثم تفكيكها وإعادة تدويرها بعد انتهاء فترة المعرض (ما لم يتم الاتفاق مسبقاً على ترتيبات أخرى)، أو من خلال وسائط مثل الفيديو أو الصوت. ستُعطى الأولوية للمقترحات المسؤولة بيئياً، والتي تراعي المواد والمهارات المتاحة محلياً.
- للمؤسسات المهتمة بالشراكة، نحن منفتحون على التعاون والعمل معاً، بما في ذلك المشاركة في تنفيذ أعمال لا يمكن عرضها في مركز القطان الثقافي في رام الله، وتخدم المجتمعات العربية على المستوى الإقليمي والعالم، سواء خلال إطلاق المشروع أو بعده. من الممكن استخدام نموذج التقديم أو التواصل مباشرة مع القائمين على المعرض في مؤسسة عبد المحسن القطان.
كيفية التقدّم
تقدم الطلبات إلكترونياً باللغة العربية أو الإنجليزية، باستخدام النموذج الإلكتروني. بعد تقديم طلبك بنجاح، ستتلقى رسالة تأكيد إلكترونية بشكل تلقائي.
على المتقدمين بالطلب، الأخذ بعين الاعتبار مجالات المشاركة في المشروع وتحديد المجال الأنسب لإسهاماتهم (على سبيل المثال: المعرض، المنشورة، فعاليات البرامج العامة، الشراكات، إلخ). يُرجى التركيز على تقديم وصف مقتضب (نبذة مختصرة) حول العمل المقترح، مع عينات ذات صلة من عملك. نرحب بالأعمال أو المشاريع المنجزة التي لم تُعرض بَعد على نطاق واسع.
آلية المراجعة
ستراجع لجنة مكوّنة من القيّم وفريق العمل في مؤسسة عبد المحسن القطان الطلبات، وتختار بعناية قائمة أوليّة بالمرشحين بناء على الأسئلة الإرشادية سابقة الذكر. وقد يتم التواصل مع بعض المتقدمين لتزويد معلومات إضافية أو إجراء تعديلات تجعل مقترحاتهم قابلة للتطبيق. بعد اختيار المرشحين، ستُعقد اجتماعات أوليّة مع القيّم وفريق العمل استعداداً لإطلاق المعرض.
المساهمة المالية
سيتم منح المشاركين المختارين بدل أتعاب (مبلغ مقطوع). وبالنسبة للأعمال الفنية، سنَدرس كل مقترح بعناية، وقد تغطي مؤسسة عبد المحسن القطان تكاليف إنتاجها إذا اقتضى الأمر ذلك.
الإطار الزمني
الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو يوم الثلاثاء الموافق 30 أيلول 2025 منتصف الليل بتوقيت فلسطين. كما سنستقبل الطلبات حتى 31 تشرين الأول. أولوية المشاركة للطلبات المقدَّمة في شهر أيلول، وفي حال توفّر مجال إضافي للمشاركة في المشروع ستتم مراجعة الطلبات المُقدمة في شهر تشرين الأول.
سيتم إبلاغ المشاركين المُختارين تدريجياً، حتى الانتهاء من عملية الاختيار بحلول 31 كانون الأول 2025. ويؤسفنا إعلامكم أننا سنتواصل فقط مع المشاركين المُختارين.
تاريخ إطلاق المشروع: ربيع 2026.
للاستفسار أو طلب المساعدة في تعبئة نموذج التقديم، يُرجى التواصل معنا قبل الموعد النهائي، عبر البريد الإلكتروني: elegiacwhispers@qattanfoundation.org
* عنوان المشروع مستَعار من قصيدة "منزل الأقنان" للشاعر بدر شاكر السياب، الصادرة عام 1963.
* الكتابة الفنية للعنوان من قبل ناجي المير.