تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نوادي "ستيم بال هاوس" تنفّذ العروض الأوليّة لمشاريعها للعام الثاني

 

 

نفّذت نوادي "ستيم بال هاوس"، للعام الثاني على التَوالي، العُروضَ الأوليّة لمشاريعها، في كلّ من بيت لحم ورام الله وجنين. ويُعَدُّ تنفيذ العُروض محطةً مهمة في رحلة المَشروع. فبعد سلسلةِ ورشِ عمل وتدريبات في نوادي (STEAM)، يقدّم الطلبة نماذج مشاريعهم الأوليّة أَمامَ لجنة تَحكيم متخصّصة، بِهَدف الحُصول على تَغذية راجعة بنّاءة تساعدهم على تطوير مشاريعهم في المراحل اللاحقة، استعدادًا للعرض النهائي.

 تنفَّذ العروض النهائية في مدارس الطلبة أصحاب المشاريع، بمشاركة زملائهم الطَلَبة، ليُعرّفوهم  أيضًا على "ستيم"، حيث يُعدّ هذا اليوم فرصة لمشاركَة المَهارات والمعارف التي اكتسبها الطلبة، وتفعيل دور النوادي كجزء من بنية المدرسة التعليمية، بقيادة الطلبة أنفسهم.

في هذا السياق، قامت مدرسة بنات رام الله الأساسية بعرضها يوم السبت 02/08/2025، في مؤسسة عبد المحسن القطان، بمشاركة ملفتة من مدرستي المستقبل والمدرسة الإسبانية الثانوية للبنات، أعضاء شبكة "ستيم فاب لاب"، الذين قدّموا بدورهم مشاريعهم الخاصة، ليتبادلوا تغذية راجعة من بعضهم البعض، حيث ساهم دمج المشاركين من المشروعين في تبادل الخبرات بين الطالبات، مما عزز روح التعاون والتعلّم المشترك. يذكر أنّ المشاريع اشتملت على أجهزة صحيّة، وأخرى زراعية.

أما في جنين، فقد نفذّت مدرستا ذكور الجلمة الثانوية، وذكور طمون الأساسية الثانية، عروضهم يوم السبت 16/08/2025، وكان لقاؤهم في منتدى الفكر الشبابي في جنين. اشتملت مشاريعهم على محاولات لعلاج مشاكل بيئية تواجه مجتمعهم، كمشاكل النفايات وإعادة التدوير، والوقاية من الآفات، ورعاية النباتات وتَشخيص أمراض المحاصيل.

في بيت لحم، عرض طلبة مدرسة ذكور الدهيشة الأساسية الأولى مشاريعهم في مدرستهم يوم الثلاثاء 05/08/2025، وذلك حفاظًا على سلامتهم في ظلّ الأوضاع والحواجز وإغلاقات الطرق. اشتملت مشاريعهم على مواضيع بيئية، كتقسيم مياه ريّ المزروعات إلكترونيًا، والتّنبيه لحدوث هزّات أرضية، كذلك إعادة تدوير المخلّفات الورقية المدرسية على وجه التحديد.

تشير المنسّقة المساعدة للمشروع ليان عطياني إلى أن ما يميّز الأفكار التي قدّمها الطلبة خلال يوم العرض الأوليّ يتمثّل في ارتباطها ببيئتهم ومجتمعاتهم المحلية، حيث "عملت كلّ مدرسة على معالجة قضايا ملموسة يواجهها الطلبة في حياتهم اليومية. وقد ساهم تدريب التفكير التصميمي الذي تلقّاه الطلبة خلال المشروع في تطوير هذا الوعي، حيث تعلّموا من خلاله كيفية التفاعل مع قضايا المجتمع من حولهم وفهم احتياجاته، مما ساعدهم في بلورة أفكار مشاريع تسعى لإيجاد حلول حقيقية لتلك المشاكل". هذا وقدمت كلّ لجنة ملاحظاتها وتوصياتها للطلبة، لدعمهم في تطوير مشاريعهم وتحسينها، وجعلها أكثر قابلية للتنفيذ بشكل فعّال.

كذلك تقول المعلمة المشاركة حليمة ناصر: "أتاح المَشروع للطلبة مساحة وحرية حركة، ووفّر لهم الأدوات والمواد العلمية والأكاديمية التي تمكّنهم من حلّ المشكلة التي كانوا يرونها ويفكّرون فيها، لكن دون أن يملكوا القدرة والإمكانيات لحلها، وهو ما سلّط الضوء على الطالب بشكل أكبر، وأعطاه ثقة بالنفس، ودفعه للتفكير بمسؤولية، وبكونه على قدر هذه المسؤولية، ويستطيع حملها". حول ذلك تضيف عطياني: "كان تفاعل الأهالي مشجّعًا، حيث عبّروا عن فخرهم بأبنائهم وبالطريقة التي قدّموا بها مشاريعهم، مؤكدين على أهمية مثل هذه الأنشطة التي تدمج التعليم بالمهارات الحياتية وتعزز ثقة الطلبة بأنفسهم".

يهدف مشروع "ستيم بال هاوس" إلى تمكين الفتيان والفتيات، الشباب والشابات، من الحصول على تعليم عالي الجودة، واكتساب مهارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلى جانب مهارات القرن الحادي والعشرين، وتشجيعهم على تطوير مهارات الإبداع والريادة وإيجاد حلول مبتكرة تخدم بيئتهم ومجتمعاتهم المحلية. وقد انضمت أربع مدارس جديدة إلى العام الثاني من المشروع  في:  رام الله، الدهيشة، جنين، وطوباس.

من أبرز الأنشطة التي شاركت فيها المدارس: ورشة التفكير التصميمي (Design Thinking)، حيث تم التركيز على مهارات التعاطف وتحليل المشاكل البيئية والمجتمعية التي يواجهها الطلبة في محيطهم. كما تم بناء خرائط التعاطف ونماذج الشخصيات الوهمية (Personas)، التي ساعدت الطلبة على بلورة أفكار مشاريعهم التي سيعملون عليها خلال فترة مشاركتهم في المشروع. بالإضافة إلى ذلك، شارك الطلبة في رحلات ميدانية بيئية تهدف لربطهم بالمجتمع المحيط، ولقاءات مختلفة مع خبراء لمساعدتهم على بلورة أفكارهم.