مركز القطان للبحث والتطوير التربوي بالتعاون مع مركز نعلين للمعلمين
يشكل هذا المشروع جزءاً من مشاريع مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، التي تهدف إلى دعم التعليم البديل وتشجيع المعلمين على الخوض في تجارب مختلفة وإبداعية لأجل إيصال المعلومات والقيم التعليمية التي يرغبون في إيصالها. وهو بشكل أساسي يشكل مرحلة أولى من مشروع أوسع مدى وأكثر تركيزاً لاستخدام السينما في التعليم، حيث يشكل المحطة الأولى التي ستكشف لنا لاحقاً الإمكانيات المختلفة للسينما وسبل توظيفها داخل غرفة الصف في المواد التعليمية المختلفة.
تشكل السينما منبعاً مهماً للتعرف على ثقافات مختلفة، وفهم الذات، والتحفيز على التفكير والتأمل وطرح الأسئلة، وتقوية الخيال والإدراك الفني عند الأطفال، كما أنها تقدم لغة موازية لا يتم التركيز عليها في المدارس، على الرغم من أن اللغة البصرية تشكل أساس العصر الحديث. فاللغة البصرية حين يتم استخدامها بشكل مبدع بعيداً عن أشكالها النمطية التي تكتسح التلفاز والإعلام الجماهيري، من الممكن أن تساعد على تطوير قدرات الأطفال على التواصل والتعبير عن الذات خارج حدود اللغة، عن طريق الصورة والحركة، وبالتالي فإنها قادرة على تطوير حس الطفل بالرمزي والمجازي، وقراءة مختلفة لمدلول الحركات والتعبيرات والصور البصرية وفهمها في سياق مختلف لثقافة أخرى.
كما أن السينما ترتبط بشكل مباشر بالعلوم الاجتماعية والتكنولوجية كافة، ومن الممكن استخدامها كوسيط فعال في العديد من المواد التعليمية المختلفة، والسينما حالياً تعد من أكثر الوسائل فعالية في إيصال رسالة، وتناول الحياة بكامل جوانبها، وهي للعديد من الشعوب أصبحت أداة مهمة في بناء هويتها الوطنية، كما لعبت في السياق التاريخي الفلسطيني دوراً مهماً وارتبطت بشكل جوهري مع الثورة الفلسطينية، وتاريخ السينما الفلسطينية ودورها الفاعل مهمل إلى حد ما في الأدبيات التعليمية والتاريخ الفلسطيني.
في الأدبيات التي تناولت موضوع السينما في سياق تعليمي، والسينما داخل غرفة الصف، ما زال هناك نقاش حاد حول دورهما وأهميتها في السياق التعليمي، وتأتي محاولات استخدامها في هذا السياق ضمن فضاء تجريبي ما زال يحاول دراسة الأثر لذلك. وبهذا، تأتي فكرة النادي السينمائي إلى حد ما كمحاولة لاكتشاف السبل التي من خلالها يمكن توظيف السينما في التعليم، وستكشف الورش والنشاطات الموازية عن أثرها على الطلبة والمجتمع المحلي بشكل عام، وهي ستقوم بدور مركزي لتحاول توجيه هذه الأفلام لتكون مادة تعليمية تجعل الفيلم محط تساؤل وانفتاح على آراء وتحليلات متنوعة، بدلاً من فهمه بسياق واحد. وبغض النظر عن آراء الباحثين في هذا المجال، فإننا نؤمن بأن الصورة تحتل في هذا العصر مساحة كبيرة، وبهذا فإن تطوير خيال بصري يعد أداة مهمة للتفاعل مع هذا العصر، ولهذا تأتي أهمية تقديم سينما بديلة تختلف عما يقدمه التلفزيون والإعلام الجماهيري، سينما تنفتح على الإمكانيات المتعددة للمعنى، بدلاً من تتويج رسالة وخطاب واحد.
يقدم هذا المشروع فرصة لتوظيف نشاطات التعليم البديل منذ بداياته وحتى النهاية، وهو بالنشاطات التي يقترحها يحاول أن يجعل أثر المشروع ودوره مستمراً على مدار السنة، بحيث لا يقتصر فقط على فترة العروض السينمائية، بل يعيد استثمار المنجزات والمنتجات في نشاطات لاحقة، كما أنه سيعمل على إشراك الطلاب والأساتذة منذ البداية في خطط تطوير الساحة الخارجية ودراسة المتطلبات الخاصة بها، وتحضير الملصقات، والترويج للعروض.
الأفلام المقترحة هي أفلام فلسطينية وعربية قصيرة معاصرة، أبطالها الرئيسيون هم أطفال ومراهقون، الأفلام ذات لغة سينمائية مختلفة، نجحت في التعبير عن مواضيع كونية وإنسانية من خلال وعي طفل. تتناول الأفلام لحظات حاسمة في حياة الأطفال، وهي اللحظات التي بدأوا يخطون فيها خطواتهم الأولية نحو عالم الكبار، وبدأوا بتشكيل وعي يلتقط الإشارات الاجتماعية الرمزية، بحيث تصور هذه الأفلام مواجهتهم الأولى مع العالم ومع القيم المرتبطة به من تحمل المسؤولية، إلى الشعور بالذنب، واتخاذ قرار، ومساءلة المعتقدات السابقة.
أبطال هذه الأفلام شخصيات بملامح واضحة، وهم يختلفون عن بعضهم البعض ويأتون من أمكنة وطبقات اجتماعية مختلفة، وتختلف قصصهم عن بعضهم البعض، إلا أن جميعهم يواجهون بلحظة مصيرية فتترتب على اختياراتهم التي قد تبدو سطحية، قرارات مهمة في حياتهم، كما تتنوع الأفلام في نوعيتها ولغتها السينمائية.
يمتد أثر المشروع إلى فئات عدة في المجتمع، ولا ينحصر فقط بالطلاب المنخرطين في المشروع، ذلك أن الطلاب سيقومون في البداية باختيار أحد المراكز الثقافية في البلدة لتفعيلها وتحضير مهرجان سينما فيها، ثم سيقومون باختيار الجمهور المناسب؛ سواء أكانوا من الأهالي؛ الأمهات، الآباء، أم معلمي المدارس، أم طلاب أحد الصفوف الأخرى في المدرسة، أم طلاب مدرسة أخرى، وفي النهاية سيقوم الطلاب بإرسال البروشور الصغير الذي سيصنعونه إلى مدرسة لم تشارك في المشروع لتشجيعها على الانخراط في نشاطات كهذه.
تتبدى أهمية المشروع في نقاط عدة، ليست جميعها مرتبطة بتطوير وعي نقدي اتجاه السينما للطلاب، فصيغة المشروع وطبيعته تتطلبان أنشطة متعددة تطور قدرات مختلفة لدى الطلاب في مختلف المجالات، فإلى جانب التحليل النقدي الذي تنطوي عليه جميع النشاطات، فإن الطلاب طول الفترة سيقومون بتحمل المسؤولية وسيجابهون بمهمات تتطلب القيام باختيارات عليهم تبريريها، وإيجاد مبررات مقنعة، فهم سيواجهون بمشاكل وأسئلة تتطلب التطرق إلى أسئلة أخرى لمعالجتها وبحث الخيارات المختلفة لها، وستؤدي عملية التوصل إلى حلول إلى اكتشاف العديد من المعلومات، والعملية بكاملها ستتناول مواضيع مختلفة فنية ودرامية وتكنولوجية.
إضافة إلى ذلك، فإن الطلاب سيكونون على علاقة مباشرة مع المجتمع المحلي بقيامهم بالتخطيط لمشروع يعرض هناك، وبهذا فإنهم سيتعرضون لقضايا أساسية في هذا المجتمع، وسيكون عرض الأفلام مجالاً لفتح النقاش بخصوصها بين الطلاب والأهالي، أو أياً كان الجمهور المدعو، وبهذا فإن الأفلام يمكن أن توفر وسيلة فاعلة جداً لنقاش العديد من القضايا التي قد لا يجرأون على الخوض فيها.
وبالنسبة لتعدد النشاطات واختلافها، فهذا سيسمح لأكبر قدر من الطلاب بالمشاركة بالمشروع وإظهار قدراتهم المختلفة كل تبعاً لمجال اهتمامه، بحيث قد يبرز بعض الطلاب في نشاط معين، بينما يبرز آخرون في أنشطة أخرى، كما أن الأسلوب التعليمي المختلف في التعامل مع القضية، والمظهر الترفيهي الذي في جوهره ينطوي على أبعاد تعليمية قوية، سيشجع الطلاب على الانخراط والتعلم وطرح الأسئلة والبحث عن إجاباتها بعيداً عن الجو التعليمي التقليدي.
كما أن كل مدرسة مشاركة، ستملك المرونة في أن تحدد لنفسها هدفاً خاصاً من المشروع، وتركز على موضوع معين، بحسب هدف المعلم الخاص من المشروع، والقيم التعليمية التي يرغب في إيصالها إلى الطلاب.
ستختار كل مدرسة الوقت المناسب لها للقيام بالمشروع في الفترة الممتدة بين نيسان وكانون الأول ،2012 كما ستختار كل مدرسة الآلية المناسبة لها في التعامل مع الطلاب، وتوظيف الحصص المناسبة واختيار الصفوف. وسيملك كل معلم حرية التعاون مع معلمين آخرين في صفوف أخرى لتحقيق المشروع وتغذية الغايات التعليمية. كما سيقوم المركز، بالتعاون مع مركز المعلمين في نعلين، بمتابعة المشروع بشكل دائم مع المعلمين وتوفير كل ما سيسهل تنفيذه.
- أن تتوفر لدى المدرسة الدافعية والرغبة في المشاركة
- أن تتوفر لدى المدرسة الإمكانيات اللازمة لتحقق المشروع (غرفة صالحة للعرض، جهاز للعرض ... إلخ).
- الالتزام بالأنشطة التي سيتم تحديدها بالتوافق بين "القطان" والمدرسة.
- أن يتم ترشيح معلم أو معلمين للقيام بالمشروع وتحمل مسؤولياته كافة.
- أن يلتزم المعلمون بالورشة المقررة للمعلمين مع باحثين من "القطان" قبل الانخراط في المشروع.
- أن تلتزم المدرسة بتحقيق المشروع وإقامة مهرجان سينمائي ينظمه الطلاب.
- أن تلتزم المدرسة بعرض الأفلام كاملة دون أي حذف أو مراقبة، ولكن مع منحها حق اختيار ما تراه مناسباً من الأفلام.
- أن تلتزم المدرسة بالحفاظ على حقوق الأفلام والمؤلف وعدم استخدامها لأية عروض أخرى خارج المشروع.
- أن تحافظ المدرسة على الأفلام، وتتبع الإجراءات المناسبة لحمايتها من التلف.
- أن تلتزم المدرسة بتحقيق المشروع خلال الفترة الزمنية المحددة.
- أن يتوفر لدى المدرسة الاستعداد للعمل على مشاريع لاحقة تتعلق بالسينما في المدارس.
- أن تساعد المدرسة على إنشاء نادٍ سينمائي يتألف من الطلاب الراغبين لتنسيق عروض سينمائية للبلدة أثناء فترة الصيف.
الأفلام:
مشاهدة الأفلام، تقسيم الطلاب على أربع مجموعات، يتم تسليم كل مجموعة أربعة أفلام لتشاهدها، كل مجموعة تحضر مقارنة بين شخصيتين رئيسيتين من فيلمين مختلفين، وتعيد كتابة أحد المشاهد في حال وضعت شخصية كل فيلم في الفيلم الآخر.
كل مجموعة تعرض الأفلام التي شاهدتها للمجموعة الأخرى من خلال 1. مقطع صوتي صغير دون صورة. 2. مشهد حاسم. 3. تمثيل لردة فعل شخص من الجمهور علق بجملة أو بحركة على الفيلم. بقية المجموعات تكتب مقطعاً قصيراً ومتخيلاً بناء على ما سمعته وما شاهدته.
اختيار الجمهور:
- يقترح الطلاب ثيماً مختلفة للمهرجان، ويضعون قائمة بها.
- يقترحون جماهير مختلفة، ويضعون قائمة بها.
- القيام بنشاطات عدة لاختيار ما هو مناسب.
اختيار الشريك:
- اختيار شريك في حال رغب الطلاب في التعاون مع شريك معين، مدرسة أخرى في البلد، مركز ثقافي، جمعية ... إلخ.
- وضع مهام على الشريك القيام بها.
اختيار مكان العرض:
وضع تصور لعدد الجمهور الذي سيحضر، المكان المناسب للعرض، الكراسي، ترتيبها بحيث يكون الجميع قادراً على الرؤية.
احتياجات العرض:
القاعة واحتياجاتها، الإضاءة، المعدات اللازمة، الصوت.
الحملة الدعائية:
صنع ملصق دعائي للمهرجان، نشرة صغيرة بقائمة الأفلام مع ملخصاتها، الدعوات، خرائط لكيفية الوصول إلى المكان.
العرض:
عمل مقابلات مع الأهالي، كتابة تقرير صحافي وإنشائي عن المهرجان، التقاط صور.
المناقشة مع الجمهور:
فتح باب النقاش مع الجمهور.
البروشور:
سيتم عمل مجلة صغيرة يدوية تحتوي على تغطية المهرجان وبعض المقالات الأساسية والمقابلات والصور وإرسالها إلى مدرسة لم تشارك في المشروع يختارها الطلاب، للإطلاع على ما قاموا به وتشجيعهم على تبني النشاط.
بعد تجربة المشروع وتفحص نقاط ضعفه ونجاحه وقابلية الطلاب واستعدادهم للتعامل مع السينما، سيتم العمل على مرحلة ثانية تتطلب انخراطاً من الطلاب أكثر في عملية صناعة الفيلم، بحيث يقومون بنشاط كتابة مشهد واحد وتصوير وعمل فيلم يتكون من هذه المشاهد المختلفة، كما ستتم مناقشة إمكانية تشكيل مجموعة تتولى في كل منطقة مسؤولية نادٍ سينمائي يعرض أفلاماً سينمائية على مدار الصيف، يمكن توفيرها من مركز القطان للبحث والتطوير التربوي.