
رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطَّان – 23/7/2025):
افتتحت مؤسسة عبد المحسن القطَّان، بمقرها في رام الله، السبت 19 تموّز2025، بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، والقيّم نايف شقور، معرض "يراعات – إضاءات شابة"، الذي يستحضر تجربة مجموعة يراعات الشبابية (1996–الآن)، ويتعمق في أرشيف مجلتها وإنتاجاتها الأدبية والفكرية، في فضاء بصري يتيح للجمهور فرصة قراءة واقع الأحداث السياسية والاجتماعية الفلسطينية في فترات مختلفة، في ضوء النصوص والأعمال الفنية التي نشرت طوال ما يقارب الثلاثين عاماً.
يقدم المعرض أرشيفاً مفتوحاً لإصدارات مجلة "يراعات" الأدبية، التي قُدمت لنا، أولاً، منشورةً كصفحات أسبوعية في جريدة الأيّام الفلسطينية، ومن ثم صدرت كملحق شهري منفصل يصدر مع الجريدة ذاتها، وبات الملحق الآن يُنشر بمعدّل مرّتين سنوياً، حاملاً كلمات وأشعار وقصص ولوحات مجموعة من الشباب المنخرطين في أنشطة مؤسسة تامر المجتمعية، ومجموعاتها الشبابية. وقد ساهمت مساحة يراعات، فريقاً ومجلّة، منذ تأسيسها، في شقّ طريق العديد من الكتّاب والكاتبات في فلسطين وخارجها.
وكانت افتتحت المعرض المديرة العامة لمؤسسة عبد المحسن القطَّان؛ فداء توما، وقالت في كلمتها الترحيبية: "هذه التجربة هي مثال على العمل طويل الأمد، كيف يستطيع الشخص التخطيط لسنوات قادمة، لعشرين ولثلاثين عاماً يستمر فيها العمل بشغف، وبالطاقة نفسها، والزخم نفسه. نحن بحاجة إلى التأمل في هذه المشاريع والتجارب التي حملت بُعد نظر، واستطاعت أن تنتج شيئاً قادراً على أن يعيش لسنوات، وأن يظل حياً ومواكباً ليس للحظة الراهنة فحسب، إنما للمستقبل، عبر التزامه برسالته تجاه الناس وتجاه الشباب".
لا يحتفي المعرض بهذا الإصدار فحسب، كما أشارت المديرة العامة لمؤسسة تامر؛ رناد قبج، في كلمتها، إنما يحتفي بالتجربة، وبالمساحة الحرة التي وفرتها وما زالت توفرها مؤسسة تامر، لتمكين الأجيال الجديدة من أن تكون أجيالاً فعالة ثقافياً. كما يحتفي بالشغف الذي حرك هذه التجربة وبناها، وبالذين ما زالوا يصرّون على الكتابة رغم الضيق.
وأضافت قبج أن هذه المجموعة التي تمكنت من أن تظل فاعلة على مر هذه السنوات، ووصفتها بالتجربة النادرة في الاستمرارية، تعيد إلى الكتابة مكانتها كفعل تفكير وتأمل وحتى مقاومة، قائلة: "يراعات هي أكثر من مجموعات شبابية، وأكثر من مطبوعات ونصوص، هي مجتمع حي، يتكون ويتجدد باستمرار، فريق يقرأ، يكتب، ينتقد، يتذوق، ويشارك في فعاليات ومبادرات ثقافية متنوعة. يستضيف كتاباً ومثقفين، يفتح النقاش حول النص والتجربة، ويعيد تشكيل العلاقة بين الأدب والحياة، بين الكتابة والواقع، بين الجيل واللغة".
وتابعت: يضيء المعرض على سؤال الكتابة كفعل وكتجربة وجودية، واضعاً دورها في وقت تكثر فيه منصات التواصل، ومستقبل يهيمن فيه الذكاء الصناعي على الفضاء المشترك بيننا، موضع التأمل.
وقد شاركت إحدى شابات الفريق الحاليات، جنى فقهاء، الجمهور نصاً نثرياً حول التجربة، قالت فيه: "منذ اللحظة التي وطئت فيها أقدامنا هذا المكان، تملكنا شعور غريب بالانتماء، كأننا نبحث عن ذواتنا في جدرانه وزواياه ... هنا، تتعالى همسات النقاشات، وتتحول الخلافات إلى أصداء تتناسب، فتصوغ منا فريقاً واحداً متأصلاً. وعندما شرعنا في تقديم نصوصنا الأولى، أمام عيون لم نألفها بعد، غمرنا القلق، وتسلل الخوف إلى أعماقنا. ولكننا سرعان ما وجدنا الدفء يحيط بنا، والتشجيع يلهمنا، فانتابنا شعور بالسكينة، كأن المكان نفسه ينصت، وكأننا نكتب للمرة الأولى بصدق كامل، لا لنرضي، بل لننتمي. فلتنظروا من حولكم، كل يراع فينا كان يحمل شرنقة تنتظر الضوء لتنعَتق، من أول كلمة كُتبت، إلى أول صوت ارتجف، ثم ألقي النص في "يراعات"، لم نكن وحدنا أبداً."
يشكّل فريق يراعات مساحة ثقافية وأدبية وفنية؛ إذ يضمّ مجموعة من الشباب ممّن لديهم اهتمامات وميول في حقل الأدب، كتابةً وتذوقاً، ويهدف إلى توفير مساحة للشبان والشابات للتعبير عن إبداعاتهم الكتابية والبصرية، كما يشكل مساحة لصقل مهارات التعبير بأشكال أدبية وأنماط فنية مختلفة. وقد شكل تجربة مختلفة، معتمدة التجربة والصيرورة والنقاشات الداخلية للمجموعة. كذلك يهتمّ الفريق باستضافة الكتّاب والمثقّفين بشكل دوري، لنقاش تجاربهم الأدبية والثقافية، إضافة إلى اهتمامه بالمشاركة في فعاليات ثقافية مختلفة.
يمكنكم زيارة المعرض يومياً، ماعدا الجمعة، من الساعة 8:00 صباحاً وحتى الساعة 9:00 مساءً، في مركز القطان الثقافي – رام الله، بهو الطابق صفر، أمام مكتبة ليلى المقدادي القطان.